/ الفَائِدَةُ : (22) /

14/07/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / ماهيَّة العقل خيريَّة محضة/ إِنَّ ما ورد في بيان الحديث القدسي عن الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « لَـمَّـا خلق الله العقل استنطقه ، ثُمَّ قال له : أَقبل فأقبل ، ثُمَّ قال له : أدْبر فأَدْبَرَ ، ثُمَّ قال : وعزَّتي وجلالي ، ما خلقت خلقاً هو أَحبُّ إِليَّ مِنْكَ ، ولا أَكمَلتُك إِلَّا فيمن أُحِبُّ ، أَمَا إِنِّي إِيَّاك آمُرُ ، وإِيَّاكَ أَنهى ، وإِيَّاكَ أُعاقب ، وإِيَّاكَ أُثيبُ »(1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ شأن العقل هو الطوعانيَّة لربِّ العالمين . والأَوصاف الَّتي أُطلقت في هذا البيان الشريف من سَاحَةِ الْقُدْسِ الْإِلَهِيَّةِ براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على أَنَّ ماهيَّة العقل وحقيقته خيريَّة محضة لا شرَّ فيها ؛ فمع أَنَّه مخلوقٌ ويحتاج إلى التَّكامل لكنَّ ماهيَّته وحقيقته خيريَّة محضة. وهذا بخلاف قوى الإِنسان النازلة ؛ فإِنَّها قرينة الشَّرّ. وهذا ما تُشير إِلَيْه بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة ، منها : بيان قوله تعالى : [قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ](2). وهذا مائز مهمٌّ بين قوى الإِنسان الصَّاعدة وقواه النَّازلة ، لاسيما أَنَّ القوى الصَّاعدة ليس فيها مقادير وضيق ، بخلاف القوى النَّازلة فإِنَّها تنشأ من ذلك ، وهي ـ المقادير والضِّيق ـ أَعدام ونقائص. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الانوار ، 1 : 96 /ح1 . أُصول الكافي ، 1/ كتاب العقل والجهل / 10/ح1. (2) الأعراف : 24